الضمان صمام الأمان الاجتماعي والاقتصادي

الدكتور بسام الزعبي
 
كما هو الحال في مختلف دول العالم؛ يعتبر الضمان الاجتماعي، هو صمام الأمان للاستقرار الاجتماعي للغالبية العظمى من الطبقة المتوسطة في أي مجتمع، وفي نفس الوقت، هو صمام الأمن الاقتصادي لتلك الطبقة التي تعتبر إشتراكها وإدخارها في الضمان فرس الرهان على التمتع بأمان وظيفي، ومن ثم العيش بقية العمر بأمان مالي واقتصادي.
في الأردن، تتولى المؤسسة العامة للضمان الاجتماعي إدارة شؤون أعداد كبيرة من المشتركين والمتقاعدين، حيث تجاوز عدد المشتركين حاجز الــ 1.3 مليون مشترك، فيما تجاوزت أعداد المتقاعدين أكثر من 260 ألف شخص؛ ومن هنا تبرز أهمية الدور الكبير الذي تلعبه المؤسسة على المستويين الاجتماعي والاقتصادي، إلى جانب أهمية الجانب المالي الذي تديره المؤسسة؛ والذي يتضمن مجموع الإشتراكات المحصلة من المؤمنين لديه، والرواتب التي تدفع للمتقاعدين منه بشكل شهري.
وفي ظرف استثنائي صعب تعرض له العالم أجمع، وخلال جائحة كورونا، أثبت الضمان الاجتماعي أنه صمام أمان للاستقرار الاجتماعي فعلياً؛ وذلك من خلال البرامج التي نفذها لدعم الشركات والأفراد، وقد برزت أهميته في المساهمة في حماية طبقة واسعة من أفراد المجتمع في الأوضاع الطبيعية والاستثنائية، وهذا ما يجعلنا دائماً نعيد التأكيد على أهمية التفكير بكيفية المحافظة على أموال الضمان ووضع الآليات المناسبة لتنميتها وتشغيلها بأعلى كفاءة، لتحقق أفضل عوائد ممكنة؛ لتستمر المؤسسة بدورها الحيوية في خدمة الشركات والمؤسسات والأفراد على المدى البعيد.
أما البرامج التي نفذتها المؤسسة خلال الجائحة؛ فقد تعددت وتنوعت من حيث الخدمات والفئات المستهدفة، حيث بدأت ببرنامج استدامة الحكومي، وتلاه برنامج مساندة (1) والمعدل، وبرنامج استدامة (2)، وبرنامج استدامة (3)، وبرنامج تمكين اقتصادي (1) المعدل، وبرنامج تمكين اقتصادي (2)، وبرنامج تضامن (1) و(2)، وهذه البرامج قدمت مئات الملايين من الدنانير لمئات الآلاف من المشتركين منذ بدء الجائحة، وهو ما وفر سيولة كبيرة بأيدي المشتركين؛ ساهمت في تحريك العجلة الاقتصادية.
حالياً تسعى المؤسسة لتطوير خدماتها وبرامجها لتعزيز الفوائد والمكتسبات التي يحققها المشتركين في الضمان؛ وقد يكون ملف التأمين الصحي من أهم وأقوى البرامج التي يتم بحثها والتخطيط لها، حيث يتم الحديث عن تأمين العاملين في القطاعين العام والخاص المشتركين في الضمان (من غير المؤمنين هم وعائلاتهم)، ليتم معالجتهم في المستشفيات الخاصة، وهذ خطوة مهمة جداً لتوفير أمان صحي للمشتركين وعائلاتهم.
كما أن لدى المؤسسة خطة عامة للنهوض بأعمالها وخدماته تشمل؛ محور الاستدامة، ومحور الاستجابة، ومحور التحفيز، وحزمة الحماية الاجتماعية التي تتضمن ربط الرواتب التقاعدية للمتقاعدين مبكراً بالتضخم، وشمول الأشقاء من أبناء غزة وأبناء الأردنيات بالتقاعد الاختياري، والتوسع في تأمين التعطل لمن لديهم اشتراكات تزيد عن (20) سنة، وهذه الخطط الطموحة تهدف إلى تحقيق الاستدامة والتطور المستمر في عمل المؤسسة وخدماتها.
 

17-آب-2021 14:56 م

نبذة عن الكاتب